داء السبي المتحور بقلم: سلوى الغرظاف

0 32٬630

بقلم : سلوى الغرظاف / فن سبور و fsبالعربي

 

المدرسة هي مكان للتربية والتعليم. لكن، أية تربية وأي تعليم؟ المدرسة اليوم مكان لتخريب العقول بأفكار إلحادية بحتة. أفكار تدعو للتحرر والانفلات الأخلاقي. وقد تم محو الله من المدارس بمهارة مخفين ذلك تحت عباءة فلسفية دينية إنسانية زائفة. تشجع على كره الآباء بطرق مختلفة. المدرسة عبارة عن جهاز لِلمخابرات، عن طريقها، تشتت عائلات وتفرقت عن أطفالها لسبب من الأسباب. هذا هو حال المدارس بدول الغرب خصوصا.

أطفال المهاجرين هم أكثر الأطفال عرضة للتنمر وللنزع. يتخبطون بين ثقافتين. يحاولون إبراز وجودهم عن طريق الظهور بمسايرة الحضارة وتقبل حتى الأفكار المنبوذة دينيا. فيكون مصير معظمهم فقدان الثقة بالنفس أو الانحراف.

القوانين تمنح المدارس صلاحيات كبيرة في التدخل في علاقة الأب أو الأم بإبنهما. وتسري هذه الصلاحيات على الجالية المسلمة خصوصا بناء على الخلفية المظلمة تجاه المسلمين والتي يرَوج لها بصور دونية وتصغيرية.

يُنزع كثير من الأطفال بالغصب من أبويهم في أوروبا وأمريكا الشمالية، خذ السويد كمثال الذي كثر عنه الحديث مؤخرا، التي تنزع الأطفال من آبائهم الأصليين. فتتفكك الأُسر.

 ينزعون الأطفال من آبائهم ويمنحونهم للأغراب على أساس أنهم أحن وأأمن لهم من آبائهم. وكلنا نعلم أنه لا أحدا يعوض محبة وخوف الآباء الحقيقيين بآخرين يتقاضون أجرا على رعايتهم لأولئك الأطفال المخطوفين غصبا. كيفما كانت الهفوات التي يتعثر فيها الآباء، والتي على إثرها، كحجة واهية، تُنزع فلذات الأكباد من أحضان أهاليها، فلا يحق لأي كان، وتحت أية ذريعة، أن يفرق طفلا عن حضن أبويه.

هل هاجر الإنسان ليَهِب أبناءه فدية؟ أم يهاجر من أجل بناء غد أفضل؟ إنها الحقيقة المسكوت عنها! حقيقة نوع من السبي المُتَحور. حيث يتم فصل الأطفال عن والديهم بقسوة و يُحتجزون كَالرهائن، أو يتم اقتيادهم إلى مراكز مكتظة عبارة عن أقفاص وما ينم عن ذلك من تعذيب ومعاناة نفسية شديدة.

كم هي من تلاعبات وأساليب شيطانية لمحاولة الاستيلاء على أطفال الغير في الدول الغربية وحجزهم بأماكن يجهلها أهلهم حتى يُشكلونهم بأسلوبهم وعلى نمط حياتهم.

رأينا أطفالا لاجئين نُزعوا من ذويهم بمجرد ما وطأت أقدامهم أرض الحقوق والحريات. أطفالا لا زال صدى القنابل بآذانهم ودم الموتى بثيابهم ولم يرحموا براءتهم واحتياجهم الشديد لحضن ذويهم حتى يستطيعوا النوم بلا خوف من سقوط قنابل. ليجدوا عدوا أشد شراسة ممن احتلوا أراضيهم وهجروا شَعبه عن ديارهم. فَبلاد الحقوق والحريات تلك هي نفسها التي أعلنت الحرب عليهم، هي نفسها التي تقتل الأطفال والنساء والرجال.

طرق كثيرة تستعمل لنزع الأطفال. يستغلون فيها جهل الأبوين لقانون البلد فيقعون في فخ الخطأ. وتكون تلك هي ثغرة مخالفة القانون التي عليها ينزع الأطفال من ذويهم.

على كل من يعيش خارج وطنه الأم، أن يعي بشكل دقيق قانون البلد المضيف له. وينتبه للثرثرة مع الآخرين والذي يكون الغرض منها أحيانا إثارة انتباه أو عطف الآخرين للفوز بالمساعدات خصوصا المادية، التي قد تجلب عليهم اللعنة في كثير من الأوقات. كما أن السذاجة قد تجعل الكثيرين يفقدون أطفالهم لأتفه الأسباب، فيعيشون عذابا نفسيا وقهرا الله شاهد عليه.

نزع الأطفال من ذويهم ليس حلا كما يزعمون، بل هو تعذيب. ماذا يقع للأطفال بعد فصلهم عن أبويهم؟ وهل ينجح أولئك الأطفال في حياتهم بعيدا عن حضن الأهل الحقيقيين؟ من منا يريد استبدال أبويه بآخرين يتقاضون أجرا لرعايته؟ أبوان بلا مشاعر طبيعية بل هي مشاعر اشتريت بالمال. لن تعوض أبدا حضن الأبوين الحقيقيين. حضن مجاني وصادق، حضن أبدي.

Loading...