حلقت الفنانة المغربية كريمة الصقلي، في سهرة فنية أحيتها مساء أمس الخميس بالمنامة، بالجمهور البحريني العاشق للطرب الأصيل إلى عوالم الموسيقى الروحية وإلى أعذب الكلمات المستوحاة من قواميس “العارف بالله” محي الدين بن عربي وأشعار المتصوفة الداعية إلى نشر قيم المحبة والسلام. بإطلالتها البهية وأناقتها المعهودة، صدحت كريمة، فوق الركح، بإحساس مرهف، وبرعت في التجلي بصوتها الجهوري الشجي و”أنين ناي” جلال الدين الرومي، مقدمة أروع قصائد الشعر الصوفي ومقاماته، وكأنها في رحاب “الحضرة الصوفية”، حالمة بنشر قيم الحب والصفاء في كل أرجاء المعمور وشيئا من عشق الصوفية وأورادهم في القلوب الطاهرة المحبة للسلام والعشق الرباني.
شنفت الفنانة الصقلي، مصحوبة بأمهر العازفين ب “فرقة البحرين للموسيقى” وبإبداع عازف الناي المغربي المشهور رشيد زروال، مسامع الجمهور البحريني الحاضر بكثافة إلى هذه الأمسية الروحية، بأغان صوفية، حيث سافرت به إلى عوالم الألحان العذبة العابرة للحدود، والتي لاتستقر إلا في قلوب العاشقين للفن الهادف والأصيل الذي ينشر الفضيلة والقيم المثلى لدى كل الناس.
بشموخها فوق الخشبة وحركاتها المتناسقة مع كلامها الموزون، ارتوى الجمهور البحريني من رحيق صوت الصقلي الجميل وهي تنتقل من مقام إلى مقام في الشعر القديم بإيقاعات موسيقية تستلهم أصولها من الزمن الجميل، مستهلة ذلك بأداء رائع لأغنية الفنان الراحل أحمد البيضاوي ” حبيبي تعالى”، الذي قوبل بتصفيق منقطع النظير من طرف الجمهور الذواق للفن الأصيل.