بقلم: سلوى الغرظاف/ فن سبور
أستغرب أحيانا من بعض الذين يأخذون على عاتقهم مهمة الدفاع، سواء كان دفاعا عن أشخاص أو عن أفكار هنا بأمريكا أو بأماكن أخرى. أستغرب حين يقارنون الوطن المضيف بالوطن الأصلي بكل تعالِ كأنهم هم من قاموا ببناء هذا الوطن أو ببناء اقتصاده.
فمن يستصغر وطنه ووطن أجداده ويتهكم على المشاكل التي يمر بها أو على المرض الذي يعانيه، مفتخرا وكأنه نجا من الطوفان، قد لا يستحق أن ينسب إلى ذلك الوطن. إنه ينشر فقط صورة سوداء عن وطن آبائه وأجداده؛ كأن هذا الوطن أصبح غولا نخيف به الأطفال. إنه يُعلم أطفاله، بدون شعور، أن يكرهوا أصولهم وجذورهم، تاريخهم وأجدادهم؛ يعلمهم أن يَحتقروا بني جلدتهم وإخوانهم.
لا داعي لنشر الأشياء السلبية التي تزيد من تدني الإنسان. لنكن إيجابيين في رؤية الأشياء. لنتوقف عن البحث عن الحياة المثالية الخالية من الأشرار والشياطين. فالحياة صراع واجتهاد وابتلاء. ولن ينعم الإنسان المفلح بالأمان التام إلا بعد الحساب في الجنان.
إن أردت أن تقارن ولابد.. فَقارن نفسك اليوم بنفسك البارحة.. أو قارن نفسك غدا بنفسك اليوم. لا تقارن نفسك بالآخرين؛ فالمقارنة قد تكون مؤذية أحيانا. فما لا تعرفه عن الآخرين لن يعطيك مقارنة عادلة. لأنك حين تقارن ترى فقط النجاحات والامتيازات ولا ترى مقابل ذلك من مساويء قد تكون غير مرئية. لا ترى كم قطع ذلك الشخص من أميال، مسافة رحلة البحث عن الذات وعن النجاح. فالشخص الغير الممنون لما عنده من سعادة، ولو كانت بسيطة، لن يشعر بالكفاية والشبع مهما أعطيته من عطايا. دائما سَيشعر بأنه الأقل.
إن أردت أن تقارن ستخسر في كل مقارنة. ستشعر بالإحباط والنقص. سَتتراجع للوراء بحثا عن الكمال. وبالرغم من أننا لا نرى الصورة كاملة حينما نقوم بالمقارنة مع الآخرين. نظل متمسكين بأن الآخر أوفر حظا منا. وهذا هو الذي خلق لنا أشخاصا توقف تفكيرهم وفشلوا من جعل الآخر محفزا لهم نحو النجاح، بل وحتى الوصول لمراتب أعلى من الآخرين. مقارنة شخص بشخص أو وطن بوطن لا يُخلي مسؤوليتك مما أنت عليه الآن من فشل أو نجاح. الأوطان تنجح بأشخاصها. والأشخاص تنجح في كل الأوطان.
فلماذا لا تكون طرفا في الحل بدل أن تكون طرفا في المشكل؟ لماذا بدل أن نقارن أنفسنا أو وطننا بالآخرين لا نبحث عن حلول أو نعطي البديل؟