يدور التساؤل خلال كأس العالم 2022 حول مستقبل الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا، بعد نهاية مشاركته في نسخة قطر هذا العام.
وتواجه بلجيكا خطر الخروج من مرحلة المجموعات في البطولة، حال الفشل في الفوز على كرواتيا في الجولة الأخيرة من المجموعة السادسة، حيث تمتلك 3 نقاط فقط من مباراتين.
الخروج المبكر سيمثل ضربة قوية للجيل صاحب المركز الثالث في كأس العالم 2018 في روسيا، وسيكون بمثابة نهاية مأساوية لمجموعة تاريخية من اللاعبين.
في حال الخروج المبكر، ما هو المستقبل الذي يواجه المنتخب البلجيكي في نهاية حقبة تاريخية له؟.
تغيير فني
يقود الإسباني روبيرتو مارتينيز منتخب بلجيكا، منذ أغسطس/ آب 2016، في تجربته الأولى على صعيد المنتخبات بعد مسيرة مُلفتة بين عدة أندية إنجليزية.
تجربة البريميرليج جعلته متآلفًا مع غالبية نجوم المنتخب البلجيكي الذين يمثلون عدة أندية من المسابقة الأقوى في كرة القدم على صعيد الأندية.
خلال 6 سنوات، دعم مارتينيز الجيل الحالي لبلجيكا فنيًا، وكان الإنجاز الأبرز له هو اقتناص المركز الثالث في كأس العالم الماضية في روسيا قبل 4 سنوات ونصف.
توقعات كبيرة بُنيت حول قدرة هذا الجيل على تحقيق لقب بلجيكي أول في يورو 2021، ولكن هو الأمر الذي فشل فيه مارتينيز الذي ودع البطولة من ربع النهائي.
ويبدو المنحنى تنازليًا، إذ أن المدرب الإسباني لا يستطيع تجديد دوافع فريقه رغم إضافة بعض العناصر الجديدة الأصغر سنًا في الفريق، وعلى رأسهم ليونارد تروسارد نجم برايتون الإنجليزي.
لكن استمرار الاعتماد على أسماء بعينها مهما كانت حالتها الفنية رفقة أنديتها، ونقصد هنا قائد الفريق إيدين هازارد، أظهر التخبط الفني البلجيكي والذي اتضح بشدة في مباراة مصر الودية قبل كأس العالم، والتي انتصر فيها الفراعنة بنتيجة 2-1.
ويبدو أن الإسباني لم يستفيد كثيرًا من هذه الخسارة التي كان من هدفها التعرف على فريق يقترب أسلوبه من طريقة لعب منتخب المغرب، ليخسر من الأخيرة في كأس العالم بهدفين دون رد.
لتجديد الدوافع، قد تكون 6 سنوات كافية للمدرب الإسباني لكي يبحث عن تجربة جديدة، بينما تبحث بلجيكا مع مدرب قادر عن خلق توليفة جديدة واحترام اعتبارات تقدم الزمن.
إعادة الثقة
هل يمر المعسكر البلجيكي بأزمات داخلية، وهل يفقد روبيرتو مارتينيز السيطرة على المجموعة؟.
“يُفاجئني الإعلام المحلي في بلادنا وحبه في نشر الأخبار الزائفة”.
بهذه الكلمات ينفي مارتينيز الأخبار السلبية التي تدور حول معسكر منتخب بلجيكا، مضيفًا: “لقد استمع اللاعبون لهذه الأخبار والنتيجة كانت إيجابية. لقد جعلتهم متيقنين أنه من الأفضل تجنب جميع الأحاديث السلبية التي تدور في الخارج”.
وشدد بقوله: “الأجواء رائعة في المعسكر ولا وجود لأي خلافات. إنها مجموعة رائعة من اللاعبين”.
جاء ذلك ردًا على إشاعات انتشرت في اليومين الأخيرين لدى الإعلام البلجيكي بأن مشادة حامية قد نشبت بين نجوم الفريق إيدين هازارد وكيفن دي بروين ويان فيرتوخين، بعد الخسارة المفاجئة ضد المغرب.
هذا النفي لا يلغي الشعور السيء حول الأجواء في منتخب بلجيكا، والتي ظهرت مثلًا خلال تصريحات دي بروين بشأن فرص فريقه في الفوز بكأس العالم، وظهرت عدم الثقة في التقدم خلال أدوار البطولة النهائية.
ورد نجم مانشستر سيتي في لقاء صحفي قبل مباراة المغرب: “الفوز بكأس العالم؟ لا أظن ذلك فقد تقدمت أعمار هذا الفريق”.
جيل جديد
ربما تكون كأس العالم في قطر هي الظهور الأخير لمجموعة من الأسماء في منتخب بلجيكا، وعلى رأسهم بشكل مؤكد يان فيرتونخن ودريس ميرتيز وآكسيل فيتسل، وربما إيدين هازارد.
ومن المتوقع أن يتم بناء فريق بأسماء جديدة خلال الاستحقاقات المستقبلة لبلجيكا، حيث تظهر بعد الأسماء الشابة في قائمة الفريق الحالية مثل جيريمي دوكو وشارليس دي كاتليير ولويس أوبيندا وأمادو أونانا والمدافع فوت فايس، بينما قد يكون يوري تيليمينز هو أكثر عناصر الخبرة البلجيكية مستقبلًا.
من يتابع المسابقات الأوروبية يعلم جيدًا أن المواهب البلجيكية لم تنضب، ولكن الأمر يحتاج لتجديد دماء وإعطاء فرص أكثر لأسماء جديدة بعيدًا عن الأسماء التي تستمر أساسية في التشكيلة البلجيكية منذ كأس العالم 2014.