أن تكوني أُمًا ليس أمراً سهلا. أن تكوني أُمًا معناه امتهان كل أنواع الصبر وكل أنواع العطاء بلا حدود … بكل حب وعن طواعية وبدون أي امتنان. فدور الأم لقب تحلم به جلُّ النساء …
حين تقرر المرأة أن تصبح أُمًا فهي ستتنازل عن كثير من الأحلام كانت من قبل لها مهمة. تنسحب تلك الأحلام بكامل رضاها أمام الإحساس بالأمومة …
تبدأ المغامرة باكتشاف عالم الأمومة العجيب المليء بكل القيم الإنسانية …الموجود عند كل الأمم على اختلاف عرقها ودينها … من أول لحظة تعرف بوجود بين أحشائها ذاك الجنين … تختلط المشاعر بفرحة مغمورة بالبكاء … إحساس بوجود جسم صغير يتكون بين ضلوعك … يختبئ فيك … يأكل منك … وينام بين أحشاءك في هدوء وأمان … ليبدأ العشق الحقيقي بشخص لم تراه عيناك من قبل … لا يهم كيف هي ملا محه ولا جنسه بقدر ما يهم موعد قدومه … عشق لا يحتاج لأي عبارات الحب المزخرفة بأحلى المفردات … عشق خال من أي نزاع أو عتاب … فأمام الأمومة تذوب كل المعيقات …
تحمله تسعة أشهر …ويظل يكبر بأحشائها رُوَيْدا رويدا … تتحسس جسده الصغير بأناملها حين يتحرك … تبتسم منتظرة أن يعيد حركاته من جديد لتطمئن أنه بخير …فحركته لغة بلا صوت تُشعِرها بالأمان … لا تشتكي من التعب ولا من الألم … بقدر ما تشتهي طفلا يوقظها ليلا عشرات المرات … فتحمله بين ذراعيها لترضعه من ثدييها حليبا خاصا به لا يوجد أو يباع في أي من الصيدليات …
الأم تتحمل كل المتاعب في صمت وبحب … لأنها أم فهي تنسى نفسها ليكبر حلمها فيه … يكبر شوقها لرؤية طفلها في أحسن الأحوال … يزداد طوله وتبرز ملامحه … وحين يبلغ سن الرشد … تتمنى لو يعود جنينا بأحشائها … حتى لا يغيب عن عيونها ويظل بقربها مدى الحياة …
في قلب كل امرأة تجد أُمًا بداخلها تسمى ملكة الحب والعطاء. أن تكوني أُمًا معناه أن تتربعي على عرش أعظم النساء.
بقلم : سلوى الغرظاف