في ظل الاحتقان السياسي والصراعات الايديولوجية التي تهيمن على الساحة السياسية الوطنية؛ صارت الدعوة الى ضرورة تبني خطاب المشترك ضرورة ملحة من اجل التذكير بأن مصلحة الوطن والمواطن اهم من كل الاحزاب ومن كل التنظيمات.
ففي الوقت الذي تتصارع فيه الاحزاب من اجل ان يفرض كل منها هيمنته على الساحة السياسية؛ بمحاولة اثبات ان الآخر ليس سوى عدو لمصلحة المواطن ورمز للفساد والبارغماتية؛ما يزال المواطن ينتظر بفارغ الصبر ان يستشعر اصحاب القرار معاناته؛فما الذي يفيده في كون القيادة الفلاني من الحزب الفلاني قد أفحم علان من الحزب المخالف؟وما الذي سيستفيده ان كان السياسيون لا يجيدون سوى حرب الألسن؟
اننا اليوم بحاجة ماسة لنعمل جميعا على صياغة ارضية مشتركة ؛تقوم على أساس قيمي يذكر السياسيين والاحزاب ؛متى ما شردوا عن المقصد؛بأن الحرية والكرامة والعدالة …هي مطالب هذا الشعب الذي مل من خطابات الكراهية والعنصرية؛وصار متشوقا لسماع خطاب جديد يبعث الأمل في المواطن؛ويجعله يستشعر ان من اختارهم ليكونوا في سدة القرار متحدون من اجل خدمة قضاياه وتحقيق مطالبه؛لا هادرون للوقت والجهد في الخلافات العقيمة ؛التي ملها المواطن وانتقلت تبعاتها الى قواعد الاحزاب وعمقت الخلاف فيما بينها ؛حتى صرنا نخشى على الوطن من المستقبل اكثر مما نخشى عليه اليوم؛متسائلين :اي مستقبل للسياسة الوطنية،وهذه القواعد التي تتشرب العنصرية والكراهية اتجاه المخالف ستصير قيادة الغد؟ وأي امل نرجوه ممن لم ينشأ الا على هدم الآخر وشيطنته؟وهل هؤلاء هم من سيقدمون لنا نموذجا تنمويا ينهض بهذا الوطن؟
قادتنا الافاضل،
ان كان لنا من ملتمس عندكم ؛فنرجوا منكم ان تبعدوا قواعدكم عن خلافاتكم وعن صراعاتكم التي مللنا منها؛ودعوا الشباب يعمل من اجل المشترك..
فإن كنا قد اقتنعنا انه لا جدوى من تذكيركم بأنكم قبل ان تكونوا سياسيين؛ فأنتم مواطنون تحملون على عاتقكم مسؤولية الملايين من المواطنين؛فرجاء لا تجعلونا نفقد الأمل حتى في قواعدكم التي نرى فيها ومنها المستقبل.
بقلم : أميمة بونخلة