المغرب ورئاسة إسبانيا لأوروبا.. رهان العلاقات لمواجهة التحديات

0 43٬484

رهان أوروبي على تطوير العلاقات مع المغرب يتكثف في ظل استعداد إسبانيا لرئاسة تكتل القارة وسط آمال بانخراطه ضمن دينامية المملكة.

وتستعد مدريد لرئاسة الاتحاد الأوروبي بالنصف الثاني من العام الجديد في ظل تقارب دبلوماسي واقتصادي حققته المملكة المغربية مع أغلب العواصم الأوروبية خلال الموسمين الماضيين.

رئاسة تشي جميع المؤشرات بأن إسبانيا ستسعى من خلالها لتعميق العلاقات مع الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وخصوصا المغرب الذي بات شريكا استراتيجيا لمدريد بعد توقيع خارطة الطريق المشتركة منذ نحو عامين.

مكاسب سياسية

في قراءة استشرافية للموضوع، يرى الباحث السياسي المغربي في العلاقات الدولية، نوفل البعمري، أن “الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي ستكون بالتأكيد لصالح تطوير العلاقات المغربية الأوروبية التي باتت أكثر قوة من أي وقت مضى بعد تصفية الأجواء بين المغرب وإسبانيا”.

ويقول البعمري، في حديث لموقع “هسبريس“ المحلي، إن هذا الأمر “سيخدم مسار العلاقة المغربية الأوروبية ككل، والمغربية الإسبانية خاصة، وذلك بعد خطاب بيدرو سانشيز (رئيس الحكومة الإسبانية) الطموح نحو تصفية كل الملفات التي كانت عالقة بين البلدين بالحوار، وخدمة المصالح المشتركة، سواء السياسية أو الاقتصادية”.

وأشار إلى أن “الرئاسة الإسبانية ستعزز الموقف الأوروبي الداعم لحل سياسي متوافق بشأنه وفق قرارات مجلس الأمن التي باتت تتبنى مبادرة الحكم الذاتي (في الصحراء المغربية)، مما يعني أن المغرب سيكسب نقطا سياسية من هذه الرئاسة، وستعزز فرص تزايد حجم التبادل التجاري بين مدريد وبروكسل”.

الإرهاب والانفصال

بحسب الخبير في العلاقات الدولية، فإن الرئاسة الإسبانية لتكتل القارة العجوز “ستساهم في مواجهة مختلف التحديات المشتركة، ومنها ما يتعلق بمواجهة المخاطر الإرهابية والحركات الانفصالية التي تغذي الإرهاب والتهديدات الأمنية القادمة من جنوب الصحراء، وكذلك القضايا المرتبطة بالهجرة والتنمية”.

وخلص البعمري إلى أن هذه القضايا “تحظى كذلك بأولوية كبيرة لدى المغرب على مستوى سياسته الخارجية، وهي أيضا تدخل ضمن رهانات أوروبا بشكل عام، وإسبانيا بشكل خاص، لذلك سيكون هناك رهان كبير على هذه الرئاسة لتكون في مستوى تطلعات الجانبين الأوروبي والمغربي”.

من جانبه، يعتبر رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة ابن طفيل في القنيطرة المغربية، أن “إسبانيا تدرك حاجتها السياسية والاقتصادية إلى المغرب، خصوصا في ظل النقاش الحالي حول ملفات ترسيم الحدود البحرية والإرهاب والهجرة غير النظامية”.

ويقول لزرق لموقع “هسبريس“، إن “الواقعية السياسية لمدريد دفعتها للاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، ما سيجعل إسبانيا نافذة أوروبية من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية في خضم التحديات التجارية والغذائية والطاقية الناجمة عن أزمة أوكرانيا”.

ولفت إلى أن “مدريد أصبحت واعية تماما بأهمية المغرب في جنوب البحر الأبيض المتوسط، ما دفعها إلى وضع حد نهائي لنزاع الصحراء المغربية عبر تدعيم الشراكة الاستراتيجية التي عادت بالنفع على مصالح الطرفين بالمنطقة”، وفق المصدر نفسه.

وفي أكثر من مناسبة، دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أوروبا إلى الانخراط في الدينامية الدولية التي أطلقها الدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.

Loading...