انطلاق الدورة 31 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدارالبيضاء بعرض مسرحية “الكاتدرائية المطموسة”

0 518

افتتحت مساء أمس الثلاثاء فعاليات الدورة 31 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدارالبيضاء بعرض مسرحية “الكاتدرائية المطموسة” للفرقة الفرنسية (كومبني أسيال أوفير، لي جيست كوز)، باعتبار أن فرنسا هي ضيف شرف هذه الدورة.

وتدور أحداث المسرحية، حول تاريخ كنيسة نوتردام من خلال استعادة تاريخها ورمزيتها في الصراع الاجتماعي في فرنسا وأوروبا، في سعي للإجابة على تساؤل حول الحريق الذي شب بها في أبريل الماضي إن كان حادثة طبيعية أم جريمة مدبرة.

وأوضح مخرج المسرحية وممثل الفرنسي من أصول لبنانية، إميل أزي، أن هذه المسرحية الممتدة على 90 دقيقة، تحلق بالجمهور في عمق القرن 12، خاصة بفيزيلاي، منطقة بفرنسا حيث تم بناء هذه الكاتدرائية، لكن الصليب وقع من مكان المعلق عليه ليتسبب في مقتل رجل وبعد هذا الحادث اللعين شب حريق بهذه الكاتدرائية ولم يبق منها إلا أطلال.

وقال المخرج الفرنسي إن موضوع المسرحية يتمحور حول حريق شب في كاتدرائية، وانطلاقا من هذا الحادث سيتمخض عن ذلك رؤيتين للعالم متصارعتين بين رئيس الدير ونائبه (رجال دين)، مما سيمكن من رفع بعض التساؤلات حول الإيمان.

وأضاف أزي، الذي يعد أحد أفراد هذه الفرقة المسرحية الفرنسية، أن “الكاتدرائية المطموسة” تشكل موضوع الساعة خاصة بعد الحريق الذي وقع بكاتدرائية نوتردام بباريس.

ويشارك في هذه التظاهرة، التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – جامعة الحسن الثاني، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مجموعة من الفرق الجامعية تمثل 13 بلدا منها فرنسا، ضيف شرف هذه الدورة، إلى جانب ألمانيا، وإيطاليا، وأوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والميكسيك، والصين، وكوريا الجنوبية، وكوت ديفوار، ومصر، وتونس فضلا عن المغرب البلد المنظم.

وتميز حفل الافتتاح بعرض شريط وثائقي يبرز أقوى اللحظات التي طبعت هاته التظاهرة منذ إحداثها، وتقديم مختلف الفرق المشاركة، وبتكريم نخبة من الوجوه البارزة في المجال الثقافي والفني المغربي ويتعلق الأمر بكل من الفنان والمخرج رشيد فكاك، والمخرج والإعلامي إدريس الإدريسي، والفنانة زهيرة صديق، والمخرج والمربي الزيتوني بوسرحان.

وأبرز رئيس المهرجان، عبد القادر كنكاي، في كلمة خلال حفل الافتتاح، أن هذه الدورة تأتي بعد مرور 30 سنة من العطاء والتأطير والعمل المتواصل لخدمة شباب المغرب، وللاستمرار في المشروع الثقافي والتنموي الذي تتبناه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك.

وأكد أهمية هذا المهرجان كمشروع ثقافي وتنموي بالنسبة للمغرب وللجامعة المغربية وللمدينة التي يحمل اسمها فهو المهرجان الدولي الذي يمثل نافدة المغرب على العالم لتقديم صورة طيبة عن الجامعة المغربية وعن حقيقة المغرب بلدا آمنا مستقرا، وفضاء للسلم والتعايش بين الثقافات وهو مناسبة للضيوف، من مختلف الدول الصديقة والشقيقة المشاركة، الوقوف على مظاهر النمو والتطور الذي تعرفها المملكة في مختلف المجالات.

وحسب كنكاي، فإن اختيار موضوع هذه الدورة “المسرح والتغيير” جاء لعدة اعتبارات فنية واستراتيجية وبيداغوجية، وذلك رغبة من اللجنة المنظمة الانخراط في المستجدات والقضايا الآنية التي يعرفها العالم خاصة الوعي بأهمية الممارسة المسرحية في التنمية الذاتية للأفراد والجماعات في التربية والتعليم وداخل العائلة وداخل المقاولات والمؤسسات والدول.

ومن جانبه، أكدت رئيسة جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، السيدة عواطف حيار، أن “تعليم الفنون أصبح أكثر فأكثر يأخذ أهمية في مجتمعاتنا، التي تتطلب بالتأكيد المزيد من الحلول التكنولوجية، لكن مع مرور الأيام أصبح جليا تدريس الفن والثقافة أمرا ضروريا “.

وأضافت أن “جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء واعية بدورها في تكوين الشباب في هذه التخصصات ومنح الطلاب فالمنحدرين من مختلف الأوساط إمكانية اكتشاف الفن والثقافة”.

ويتضمن برنامج دورة هذه السنة، إلى جانب تقديم العروض المسرحية، تنظيم موائد مستديرة وورشات تكوينية في محور الدورة “المسرح والتغيير” يؤطرها أكاديميون من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصين والمغرب .

وتتوزع أنشطة هذه النسخة بين ستة فضاءات هي فضاء عبد الله العروي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، والمركب الثقافي مولاي رشيد، والمركب الثقافي سيدي بليوط، والمركب الثقافي ثريا السقاط، واستديو الفنون الحية، والمركز الثقافي الفرنسي .

أما بخصوص المشاركة المغربية في المهرجان، فإنه لأول مرة ستشارك ثلاث فرق من كلية الآداب بن مسيك، علاوة على المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية بفاس.

وتتكون لجنة تحكيم الدورة 31 المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء من أربعة أكاديميين برئاسة الكوري الجنوبي شوريوم شوي، وعضوية كل من المغربي عبد القادر سبيل، والغيني عبدولاي ديالو، والمكسيكية إزابيل كريستينا فلوريس.

Loading...