على حسابها الرسمي في “إنستغرام”، نشرت النجمة الأميركية باريس هيلتون مجموعة من مقاطع الفيديو التي باحت فيها عن تعرّضها لأشكال عديدة من العنف، وذلك ضمن حملة حملت اسم “اكسر حاجز الصمت”.
وكانت هيلتون قد نشرت صورة يظهر فمها مغلقاً بلاصقٍ أحمر، وهي تحمل لافتة كتب عليها اسم المؤسسة التي تعرّضت فيها للعنف وأنواعه.
وعلّقت على صورتها كاتبةً: “اقرأوا قصة نجاتي في موقع www.survivorsbreakingsilence.com. أخيراً أصبحت أصواتنا مسموعة عبر هذا المنبر. اتخذوا معي موقفاً ضد العنف المؤسسي عن طريق مشاركة هذا الموقع مع مجتمعاتكم لكسر حاجز الصمت. شارك مئات المراهقين المضطربين الناجين قصصهم معي ونشرناها في الموقع وتُظهر قصصهم بوضوح الحاجة الماسّة إلى الإصلاح. علينا حماية الشباب الموجودين حالياً في هذه المؤسسات”.
وروت هيلتون كيف تعرّضت لتكبيل اليدين وتم سوقها إلى حيث إحدى تلك المؤسسات “الإصلاحيّة” وأجبرت على خلع ملابسها أمام جميع زملائها ضمن إجراءات التفتيش هناك، وقالت: “سلموني ملابس عليها رقم، ومن تلك اللحظة فصاعداً بدأوا ينادونني بالرقم لا باسمي”.
وروت الأفعال غير الإنسانية التي كانت تفرض عليها هناك من طريقة السير وفتح الباب إلى الجلوس وتناول الطعام: “كان الموظفون يشاهدوننا أثناء الاستحمام أو استخدام المرحاض، وكانوا يمزقون الستارة ويحدقون في عينيّ وأنا عارية. كان هؤلاء يسيئون إلي لفظياً باستمرار، وينعتونني بكل اسم مسيء قد يخطر في بالكم، كما وجّهت لي العديد من الملاحظات الجنسية حول جسدي وكنت مجرد طفلة حينها لكنني لم أستطع التفوّه بكلمة وإلا أعاقب”.
وتابعت: “لم يمرّ يوم من دون عقاب. كانوا يعدّوننا للفشل فقط ليتمكنوا من معاقبتنا. كنّا نعاقب على أي شيء على الإطلاق. رأيت أطفالاً يقيّدون ويضربون ويخنقون يومياً. حتى أن بعض الموظفين قاموا بالاعتداء الجنسي عليهم”.
وتطرقت إلى الجلسات العلاجية: “كانوا يجبرون الجميع على الصراخ ورمي بعضهم بالأثاث. كان الأمر مروعاً وكنت أصلّي وأطلب كل يوم ألّا أضطر على المشاركة. حرّض الموظفون الطلاب على بعضهم البعض من خلال إعطاء “نقاط” للأطفال الذين يشون بأقرانهم، فاخترع الطلاب بعض الأخبار ووشوا عمداً فقط حتى يتمكنوا من تجميع النقاط والتقدم في البرنامج والمغادرة. لم أشِ عن أطفال آخرين أبداً وكنت أعاقب على ذلك”.
وأضافت: “كان الموظفون معنّفين جسدياً ومعنوياً. لم تكن هناك مدرسة فعلية ولم أتعلم شيئاً. كانوا معالجين غير مرخصين وغير مؤهلين، وطرقهم للعلاج تقتصر على التلاعب وغسل الأدمغة وأساليب الخوف. أجبرونا على الاعتراف بأشياء لم نقم بها أثناء العلاج الجماعي. لم تكن الجلسات علاجية على الإطلاق. كانوا يستخدمون المعلومات التي يجمعونها للإيذاء والإهانة”.
وقالت هيلتون إنّها حاولت الهرب مراراً، لكنّ الموظفين كانوا يمسكونها في كلّ مرّة، وكانت تتعرّض للضرب كي يتعلّم آخرون منها أو يعزلونها عن سائر الطّلاب ويجوّعونها عمداً ويحاولون جعلها تفقد صوابها ويجبرونها على تناول الأدوية المخدّرة والمرهقة يومياً: “كانوا يعزّزون عمالة الأطفال، ويجعلوننا نحمل جذوعاً ضخمة وصخوراً وأدوات أخرى، ولأننا نعاني من سوء التغذية كان الأمر صعباً جداً. كان الموظفون يرموننا أرضاً ويضربوننا ويجبروننا على مشاهدة أطفال آخرين يعنّفون”.
وتابعت هيلتون: “لم يُسمح لي بالتواصل مع والديّ لأن الموظفين قرّروا أنني لا أستحق ذلك. سمحوا لي بالاتصال بوالدي من حين لآخر أثناء جلسات العلاج لكنهم كانوا يفصلون الخط لو تفوّهت بكلمة مسيئة عن المؤسسة، ويقنعون والديّ بأنني كنت أكذب وأتلاعب بمشاعرهم للخروج. ولو كتبت لهم رسالة أصف فيها العنف الذي كنت أتعرّض إليه، يتم تمزيقها وأعاقب فوراً. لم يكن لدى والديّ أي فكرة عما كنت أواجهه في هذه المدارس لأنّه لم تكن هناك وسيلة للتواصل معهم”.
وأضافت: “استمتعت إحدى العاملات بإذلالي وهي لم تغادر المؤسسة إلا بعد عرض فيلمي الوثائقي هذا العام. بقيت هناك 20 عاماً بعد مغادرتي. أخبرني ناجون آخرون أنها كانت تتباهى لهم بأنها “هي من حطّمت باريس هيلتون”.
وختمت: “إنّ إفادة المؤسسات وشركاتها الأم من إساءة معاملة الأطفال مثير للاشمئزاز، وأنا أتعهّد بالمساعدة في مساءلة هذه المدارس وضمان أمان الأطفال وأنّ يعاملوا بالطريقة التي كنت أتمنّى أن أعامل بها”.