اجمع مشاركون في ندوة نظمت، اليوم الخميس، في إطار فقرات المهرجان الدولي الـ13 لفيلم المرأة بسلا، على أن الحضور المحتشم للنساء في الصناعة السينمائية العربية ما هو إلا انعكاس لما هو عليه حضورها في المجال على الصعيد العالمي.
وسجلوا، حسب الأرقام التي تم تقديمها خلال الندوة، أنه حتى في أرقى التظاهرات السينمائية العالمية، كجوائز “الأوسكار” أو مهرجان “كان” العريق بفرنسا، لم تحظ المرأة بالتتويج على مستوى التمثيل أو الإخراج إلا نادرا أمام الاحتكار الذكوري، ليكون الوضع مشابها على الصعيد العربي.
وناقش المشاركون في الندوة التي تمحورت حول موضوع “المرأة في السينما المغاربية والعربية رهان الحق والجمال”، حضور المرأة في الشاشة الكبرى في مصر، التي طورت، بفضل تجربتها الطويلة، حضور المرأة وتجاوزت إظهارها في الأدوار كرمز للإثارة، اعتبارا لدورها في المجتمع، لاسيما في الأرياف، وفق المخرج المصري مجدي أحمد علي.
الرؤية نفسها تقاسمها المخرج المغربي سعد الشرايبي، الذي أوضح أن المرأة في السينما المغربية حاضرة بقوة، وتجسد القضايا المطروحة في توافق بين كاتب السيناريو والمخرج من أجل عمل يعكس هموم المجتمع.
وتقدمت المخرجة الأردنية رانيا حداد بلمحة عن السينما في بلدها، وأكدت أنها لازالت بعيدة عن الركب، مما يجعل من الصعب القول بحضور المرأة في المجال، معتبرة أن هذا البعد يعزا إلى الافتقار إلى بنيات مؤسساتية تعنى بالمجال في ظل احتكار التلفزيون للإنتاج السينمائي.
وأشارت إلى أن البيئة والمواقع التي تصور بها معظم الأفلام، على قلتها، محافظة، مما يحول دون الوجود الحقيقي للمرأة في أي عمل إبداعي، وحتى إن وجدت فإنها تظهر في أدوار كمربية على العموم.
أما في فلسطين، وكما تفيد الممثلة والمخرجة علا طبري، تختزل الادوار الموكولة للنساء في أي عمل سينمائي في النضال، وذلك لطبيعة الوضع السياسي على الأرض في ظل الاحتلال، كما أن تركيز المواضيع التي تعالجها المخرجات، “وهن كثر”، على الأرض والصراع العربي الإسرائيلي يجعل المشاهد أمام عمل وثائقي أكثر منه فيلما سينمائيا، مضيفة أن تحجيم القضايا في قضية واحدة وتصوير المرأة كأم فقدت زوجها أو ابنها في أغلب الأدوار يحد من قيمتها الفنية ومن صنع اسمها كممثلة ببروفيلات متعددة.
وعرجت الندوة على التجربة التونسية من خلال سينما تجسد الصراع بين التمسك بالتقاليد والانعتاق نحو الحداثة، بالاعتماد على المرأة التي تتقمص مختلف الأدوار لتجسيد هذا الصراع، كما ذهبت إلى ذلك الكاتبة والباحثة نجيبة الهمامي التي أكدت على دور المرأة القوي في تجسيد الانتقال من الأصيل إلى ما هو عصري وفقا للتحول الذي يعرفه المجتمع التونسي.
وعلى خلاف ذلك، سجلت إنصاف أوهيبة، وهي باحثة جامعية تونسية، أن هناك نقصا حادا في حضور المرأة كمنتجة سينمائية، معتبرة أن الأمر يتعلق بالعقلية الذكورية المهيمنة والتي يجب محاربتها عن طريق التعليم من مراحله الأولى وحتى مرحلته الجامعية.
وقد عزز المهرجان من إشعاعه بالتوقيع، أمس الأربعاء بسلا، على اتفاقيتي شراكة، الأولى بين المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا والمهرجان الدولي المغربي الإيطالي بتريفزو البندقية، و”فان برود” للإنتاج السينمائي والسمعي البصري، والثانية بين جمعيتي (أبي رقراق) و(أوفربويز).
وتهدف الاتفاقية الأولى إلى التعاون في المجال السينمائي والسمعي البصري والفني بين الأطراف الثلاثة، وتبادل الزيارات بين المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا والمهرجان الدولي المغربي الإيطالي بتريفزو البندقية، إضافة إلى تبادل الخبرات بين الأطراف الثلاثة.
وتروم الاتفاقية الثانية تحديد شروط وأنماط التعاون بين الجمعيتين، في إطار شراكة من أجل إحداث نادي سينمائي لليافعين والشباب، وتنشيط ورشة التربية على الصورة.
وتقام من 19 إلى 21 شتنبر الجاري النسخة الـ13 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبمبادرة من جمعية أبي رقراق.