بقلم : هشام مبشور / فن سبور
هوس وعشق دفين
قد يأخذنا هوس العالم الافتراضي بعيداً عن ايام الصحف الورقية والجرائد اليومية ،وقد يلهينا الزمن عن ذكريات حفرناها داخل أعماقنا، وعناوين جرائد وكتاب مقالات وزملاء حفظنا أسماؤهم في عيوننا، حنين عظيم حبسناه داخلنا، والحب لا يمكن أن نخفيه فينا…نقدر فيكم وفائكم أيتها الأقلام الحرة لمهنة عشقتموها عشق قيس لليلى.فطوبى للعاشق وكل النعم لليلى.
مرور خفيف لأقلام حرة في زمن الرقمنة
لحسن الحظ لا تزال بعض المنابر الإعلامية واقصد هنا بعض الجرائد الورقية تقاوم عناء كل يوم لإصدار صفحات كالاعزب في سن الخمسين، كعملة ناذرة في زمن ثورة الاتصال والمعلومات زمن العادات والاستهلاك الافتراضي المفرط الذي أصبح لايرحم كل ماهو مداد وورق في ضل هذا الزمان الافتراضي تطل علينا صباح كل يوم مقالات لأقلام بطلتها البهية وبين طياتها ماجادت به قرائح زملاءنا الذين كبرنا على أقلامهم وأحببنا الصحافة من ورائهم لأنهم عودونا على مرورهم الخفيف صباح كل يوم كنسيم عطر يفعمك بمشاعر الانسانية الحية والرسائل التي لها اكثر من معنى ودلالة حتى وان كانت في بعض الاحيان مشفرة تجدها بريئة ليس من ورائها الا فيض من مستودع شعوري كله نبضات قلب ونبرات حياة تأخذك كل يوم إلى واقع بعنوان عريض ونكهات مختلفة ثارة يخبرك عن السياسة واغوارها وثارة عن المال والاعمال ودواليب الاقتصاد عن الثقافة والفن عن الرياضة والنجومية وثارة أخرى عن سلوكيات المجتمع الرهيب …. كلها عبارات ومواضيع خطتها أقلام جميلة بلغة الوصف والمنطق الجميل.
أقلام حرة في زمن الهوس الافتراضي أقلام… لسان حالها المصداقية الجرأة والمسؤولية ليس لها سبيل الا الخير للجميع.كانت ومازالت وفية للمداد والورق حتى وان ضاقت بها السبل أمام موضة الرقميات والإعلام الافتراضي رغم كل ذلك لا تمل ولا تكل كانت ومازالت وفية مخلصة لقراءها عند كل موعد. انها أقلام أنيقة حرة مستقلة في زمن البيع والشراء لسلع بثمن بخس في سوق طمس فيه الغالي والنفيس، الكبرياء والعفة ،أقلام حرة لم ولن تبيع سلعتها مقابل خدمة اومصلحة… حقا يستحقون منا ان نقف ونصفق لهم ونرفع لهم القبعة اعترافا بسمعتهم المميزة.كانت ومازالت تكتب بمداد الصدق والوفاء بمشاعر العنفوان وطهر الحروف ، في زمان البلطجة اللغوية وبعض مظاهر الفساد الاعلامي، قد تقوده أقلام مأجورة ربما حتى على اصحابها كضرب من ضروب الغوغائية والعبث في زمن لايليق بمثل هذه الفنطازيات. الأقلام الحرة لا تكتب لتسب وتشتم وتحوم حول الحقائق بنوايا الحقد ولغة الكذب والتشهير وبين دهاليز الخداع وسرابيل الباطل والابتزاز.
الصحافة مكتوبة أو رقمية، يكتبها قلمان اما صادق أو مأجور، فأختاروا بين الإبها