عدت يا يوم المرأة

0 323٬953

بقلم: سلوى الغرظاف/ فن سبور

 

عدت يا عيد المرأة … وبأي حال عدت يا عيد
فهي على ما تركتها … أم لديك أمر فيه تَفنيذ

 

“كل عام وأنتِ بخير وكل نساء العالم من جميع الجنسيات وفي جميع بقاع الأرض.” كانت هذه هي تهنئتي لها بمناسبة عيد المرأة. نظرت إلي في ذهول وقالت: “إنها صيغة نسمعها كل عام على مدار سنين، لمَ الاحتفال بعيد المرأة هذا؟ هل نحتاج لمن يذكرنا بأننا نساء؟ هل يلزمنا الإلتفات حول أنفسنا مرة كل حَوْل لنتأكد أننا لازلنا نساء … كما كنا من قبل …؟”

تساؤلها في حد ذاته، عقَّبت مسترسلة في تعبيرها، هو عن ماهية الغاية من هذا العيد. هل هو للتذكير بوجودنا أم لفرضه؟ وإن كان احتفاء بالمرأة، فأيتهن؟ هل هي تلك المرأة البسيطة التي تعيش في أعالي الجبال ترتعش بردا وجوعا؟ أم تلك التي تعيش مَنْفية وراء الوديان تعاني من انقطاع المواصلات؟ أم تلك التي تتوجع ألما من المرض، الفقر أو الحزن؟ أم تلك التي تعيش الخوف من هجوم اللصوص على بيتها. أم التي تخاف من اغتصاب صغارها. أم التي تعيش على صوت القنابل، فقدت أطفالها، بيتها، وكل شيء تملك.. ملطخة بدماء الموت والحرب؟

بأي حال عدت يا من تدعي أنك عيد! فماذا عن المنسيات بهذا العيد؟ عن من ماتَت من أجل حفنة دقيق … ومن ماتت بممر الزحف اليومي محملة بالأثقال … ومن ماتت عند الولادة على أرض إسمنتية متشققة، كتشقق أقدامها …

كل هؤلاء النسوة قد لا يعرفن عيد المرأة. ولربما لم يسمعن به قط من قبل، لأنهن ببساطة لا يَسمعن سوى صوت أنين آلامِهن ومُعاناتهن …

عدت يا يوم المرأة، والمرأة على حالها ككل عام. وهل عدت عادلا بين كل النساء؟ أم أنك تخص فئة معينة من النساء؟ عدت كأنك عيد … تتكلم عن التهنئة والمعايدة على عيد لا يعني الكثير من النساء.

هل هؤلاء النسوة لا يخصهن هذا اليوم، عفوا هذا العيد، أم أنك كقطعة حلوى تلهي بها صفوة من النساء …

ابتسمت لي مستدركة: “فأي عيد المرأة هذا الذي نحتفل به؛ وهو كلما مر بنا لايغير فينا شيئا؟ وما غايته إن لم يُحَفِّزنا لتغيير أفكارنا، أخلاقنا، سلوكنا، وطباعنا… أنفسنا للأحسن؟”

ابتسمت لها وبهدوء قلت لها: كل عام وأنت وكل نساء الكون بألف خير، تفائلي خيرا، يأتيك خير!!!

Loading...