بقلم: سلوى الغرظاف/ فن سبور .
عندما تُؤخذ الأمور باستهتار، فذلك هو الخوف الحقيقي.
فيروس كورونا يجتاح العالم بطريقة عجيبة والإعلام يجتاح العقول بطريقة مخيفة .
هل ما يحدث اليوم هو صناعة يد إنسان، أم حقيقة خالصة خالية من اضافات ونكهات؟
بالرغم من هذا السيناريو المخيف، بالرغم من الصور المرعبة، الأخبار المزعجة، سنظل أقوياء. لنكن متفائلين حتى لو كان الموت يحوم حولنا. الموت لا يخيف، إنه الواقع الذي يؤمن به المؤمن بالله والملحد؛ هما في ذلك سواء.
لنكن أقوياء في المحن و لنتحلى بالصبر والعقلانية في مواجهة الصعاب. كلنا نعيش ضغط الأزمة. وهذا الإعصار الفيروسي الذي يجتاح معظم البلدان يستوجب منا شيئا من الرزانة، كثيرا من الضمير الحي ومن الأخلاق والقيم، التحلي بالمسؤولية ، الإلتزام بواجبنا أمام الآخر والتفكير في مصيره.
إذا كانت نفسك رخيصة عندك ولا قيمة لها، فهذا قرارك. لكن لا تكن أنانيا؛ فكر بمن حولك. لاتكن سببا في إيذاء غيرك لمجرد الاستهتار بالموضوع، أو محاولة منك إبراز تحديك وقوة عزيمتك في مواجهة الموت.
الإنسان ضعيف جدا … جدا، وهذه فرصة لكل واحد منا أن يراجع نفسه، أفعاله. هذه فترة مهمة للاعتكاف والمصالحة مع النفس. إبحث في ثناياك عنك، عن إنسانيتك، عن الإنسان فيك.
قد ينتابك إحساس غريب والعالم متوقف عن الاتصال برا، بحرا، وجوا. تساؤلات كثيرة قد تبعثر أفكارك، وشيطان ملعون متكئ يزيدك ثقلا، يزيدك خوفا، وضعفا في الإيمان .
فيروس كورونا كشف للعالم أن لدى الإنسان، باختلاف جنسه أو دينه أو عرقه أو لونه أو لغته، نفس الإحساس، ألا وهو الخوف من الموت، الخوف من المجهول و مما بعد الرحيل.
في كل الأحوال لنكن متفائلين. لنشحن أرواحنا بطاقة إيجابية تمحو الخوف الذي بداخلنا ويجعلنا إيجابيين. الطاقة السلبية تنبعث دائما من أعماق الشيطان، تحاول حجب قدرة الله سبحانه وتعالى في رفع الأذى عنا في لمح البصر. الشيطان هو من يحرض على إظهار السلبيات فقط لكي ييأس ويقنط الإنسان من رحمة الله.
لنصلي لله صادقين؛ لندعو الله لنا ولغيرنا؛ لنتحمل مسؤولية أذيتنا للغير. استهتارنا بالوضع ذنب قد يحاسبنا الله عليه.
يدا في يد نستطيع هزم عدونا؛ نستطيع مساعدة غيرنا؛ نستطيع حماية بعضنا البعض. هذه فرصة للتأمل لمراجعة النفس والتقرب إلى الله.
في الوعي بالأشياء التزام وفي الجهل بها انهزام.