ولادة في قبو.. القصف يحاصر “الأرحام البديلة” بأوكرانيا

0 21٬370

حمم الحرب الروسية على أوكرانيا تطول “الأرحام البديلة” لتجبرها على الاختباء في قبو تتخذه تلك النساء مكانا آمنا لولادة تحت القصف.

وطبقًا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، نقل مركز الحمل البديل “بيو تكس كوم للإنجاب” في كييف إلى مخبأ خرساني بأول أيام الهجوم الروسي منذ نحو ثلاثة أسابيع؛ لحماية الأطفال الرضع من أي نيران.

لكن بوقوعه على بعد حوالي تسعة أميال من إيربين، وهي ضاحية أصبحت هدفا للهجوم الروسي، لا يزال المكان غير آمن؛ مما يصعب على الآباء، وهم في دول مثل كندا وإيطاليا والصين، استعادة أطفالهم.

وصباح الإثنين، وصلت أم بديلة (30 عاما) إلى العيادة المؤقتة ومعها الصبي الذي أنجبته في المستشفى قبل أسبوع. ولم تتمكن من منع دموعها لدى تسليمها الصبي لورانس للعاملين بالعيادة.

وقالت الأم البديلة، فيكتوريا، التي فضلت استخدام اسمها الأول فقط: “الأمر أصعب لأنه موجود بمكان يتعرض للقصف. متى سيتمكن والداه من أخذه بسبب هذا؟ إنه لأمر صعب حقا.”

 

ونقل أحد موظفي المركز فيكتوريا من مستشفى الولادة إلى مركز الحمل البديل، حيث قاد بسرعة حوالي 100 ميل في الساعة عبر المدينة لمحاولة تقليل فرص تعرضهم للصواريخ.

وعندما دخلت فيكتوريا المبنى وهي تحتضن الرضيع، قالت إنه كان بإمكانها سماع أصوات النيران الأوكرانية المضادة للطائرات من بعيد.

وبمجرد نزولها إلى القبو، وقعت ثلاثة انفجارات أكثر صخبا، أحدها لصاروخ روسي على بعد أقل من ميل. وأظهرت لقطات المراقبة المنشور عبر الشبكات الاجتماعية رجلا يسير على الطريق قرب المكان الذي سقط فيه الصاروخ الذي تم اعتراضه. ولا يعتقد أن أحدا لقي حتفه جراء الانفجار.

ويعيش والدا لورانس البيولوجيين بالخارج، لكن لم يتضح متى سيتمكنان من احتضان ابنهما.

وقالت فيكتوريا: “يقولان إنهما قادمان. لكن من الصعب للغاية إجراء المعاملات الورقية بالوقت الراهن. كم سيستغرق الأمر، لا أحد يعرف.”

وأشارت فيكتوريا إلى أنها وافت والدا لورانس بكل المستجدات “حتى اللحظة الأخيرة” قبل تسليمها الطفل لمركز الحمل البديل، قائلة: “آمل أن نظل على تواصل، لأن (الوضع) صعب للغاية.”

 

ولدى العديد من الدول حول العالم قواعد صارمة بشأن ممارسة تأجير الأرحام أو ما يعرف بالحمل البديل، واتجه بعض الأزواج الذين يعانون لإنجاب طفل بصورة طبيعية إلى أوكرانيا خلال السنوات الأخيرة، حيث لا يتم حظر تأجير الأرحام التجاري، وتعرض عياداتها أسعارا تنافسية مقارنة بالدول الأخرى.

وقال إيهور بيتشينوجا، الطبيب الذي يساعد في إدارة مركز الحمل البديل، إن النساء يتقاضين ما يتراوح ما بين 17500 دولار إلى 25 ألف دولار لتصبح أما بديلة.

وأرادت فيكتوريا أن تضع المال كعربون لمنزل لعائلتها، والذي عانت لإدخاره منذ ولادة ابنتها. لكن غادرت ابنتها (13 عاما الآن) أوكرانيا إلى بلغاريا عندما بدأت الحرب.

لكن بعد إدخالها المستشفى معظم فترة حملها بـ”لورانس” جراء مضاعفات – ومواجهة ما تصفه بصدمة التخلي عن طفل تشعر أنها الآن أنها ارتبطت به – قالت فيكتوريا إنها لن تفعل ذلك مجددًا.

وأوقف المركز البرنامج بسبب الحرب، حيث يركز على دعم النساء الحوامل الآن، وإخراج المواليد بسلام من البلاد.

وفي حين يمكن للعيادة نقل الرضع إلى مناطق أكثر أمانا في غرب أوكرانيا، لا يزال يتعين أن يتسلم الوالدان أطفالهم داخل البلاد لأسباب قانونية، والبعض يخشون عبور الحدود.

Loading...